top of page

الحربي: القراد.. مصاص دماء يصيب الإنسان بميكروبات خطيرة

Updated: Feb 21, 2020

دقت خبيرة علم الحشرات وأستاذة العلوم في «التطبيقي» د.جنان الحربي ناقوس الخطر من انتشار «القراد» أو «قمل الحيوانات»، مؤكدة أنه يتسبب في أمراض مختلفة تؤثر على وظائف وأعضاء الإنسان وربما تؤدي الى وفاته.

ونصحت مربي الحيوانات بعدم إهمال حماية أنفسهم وحيواناتهم المحببة من مخاطر القراد مثل إهمال التطعيمات، وفيما يلي التفاصيل.



كثير من الناس يحبون حيوانات مثل القطط والكلاب «أعزكم الله»، ولكن أغلبهم لا يعرفون المخاطر التي تنتج عن إصابة حيواناتهم الأليفة بكائن عنيد يعرف بـ«القراد».

المخاطر المرتبطة بالقراد لا تقتصر على الحيوان المدلل بل تصل الخطورة لمربيه.

يتطفل القراد على جسم معظم الثدييات أهمها القطط والكلاب التي تعتبر هي الناقل الأساسي والطبيعي لها، وأحيانا تنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق احتكاكه بتلك الحيوانات التي لم يهتم بها أصحابها بالفحص الروتيني.

عضة القراد في الواقع لا تؤلم ولكنها تنقل أنواعا مختلفة من الأمراض التي قد تهدد حياة الحيوان والإنسان معا.


يتغذى القراد على دم المضيف ما يؤدي لنقل العديد من العوامل الممرضة المميتة، ويبلغ طول حشرة القراد البالغة يتراوح ما بين 2 و20 مم قبل تناولها وجبتها الدموية، ويصل طولها بعد انتهاء تناولها الوجبة من 25 إلى 30 مم وقد تستمر فترة التغذية من عشر دقائق إلى ساعتين.

ويتربص القراد لفريسته ويختبئ بين الزرع وعلى أوراق وسيقان النباتات، وبمجرد أن تمر الفريسة بسلام يلتصق بأرجلها أو بجسمها ويختبئ في الأماكن المغطاة الرطبة الحارة في الجسم. فإذا كانت الفريسة إنسانا يختبئ القراد تحت الإبط وبين الفخذين وفي أسفل الرقبة، وإذا كان كلبا فتختلف أماكن الإصابة من كلب لآخر، فممكن ان تجد الإصابة في الأنف وحول العينين وتحت الطوق وفي أسفل الأقدام لكن تعد منطقة الأذن اكثرها شيوعا وايلاما.

عندما يجد القراد المضيف المناسب مثل الكلاب يتكاثر بأعداد كبيرة مصطفة جنبا إلى جنب مثل كوز الذرة لتغطي السطح المصاب بأكمله. فيصبح الحيوان غير قادر على الحركة من كثرة الألم وتخر قواه بسبب ضعف الدم والمناعة.

لا يشعر الإنسان أو الحيوان بقرصة القرادة، لأنها تحقن لعابا ذات خصائص مخدرة الذي يتحول بعد أن يجف إلى مادة أسمنتية صلبة تجعل المصاب غير قادر على التخلص منها عن طريق الحك أو الهرش.

وجود القراد قريبا من الإنسان أو على جسده يحمل خطرا على حياته، حيث يتسبب في إصابته بالعديد من الميكروبات الخطيرة مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات والركتسيات خلال عملية تغذيته.

على سبيل المثال، هو ينشر في جسد المضيف الميكروب المسبب لمرض اللايم الذي يشكل خطرا على سلامة المفاصل والأعصاب وقد تترافق معه عواقب خطيرة على القلب.

تبدأ عدوى مرض اللايم عادة بالتهابات جلدية وأعراض مشابهة للإنفلونزا وإذا ما اكتشفت مبكرا يستطيع المريض أن يتغلب عليه ويشفى بسرعة باستخدام المضادات الحيوية.

وبسبب المادة المخدرة التي يحقنها القراد يصعب رصد الإصابة بالمرض بسرعة، ما يؤدي إلى تضاعف الأعراض وتطورها. ففي المراحل المتقدمة تتسلل الميكروبات إلى الأعصاب أو المفاصل أو نسيج القلب، ما يحدث خللا في نظام القلب الكهربائي ويزيد من احتمالية السكتة القلبية والوفاة.

ومن الأمراض الأخرى التي يسببها القراد حمى القرم النزفية، والكونغو وداء إيرليخ والتهاب الدماغ وغيره من الأمراض الخطرة.

وبإمكان قطعة من الستيك أو اللحم الأحمر المصاب بهذه القرادة أن يودي بحياة الإنسان.

أصاب أكثر من 800 شخص على شواطئ سيدني الشمالية بالحساسية المفرطة الخطرة بعد أن تناولوا لحوم ثدييات مصابة بنوع من القراد المعروف باسم «قراد الشلل». وتعتبر هذه الحساسية من النوع النادر التي تؤدي إلى انقباض الشعب الهوائية، وانخفاض شديد في ضغط الدم، ثم الوفاة.

وبهذا الشأن، أشدد على مربي الحيوانات بعدم إهمال حماية أنفسهم وحيواناتهم المحببة من مخاطر القراد مثل إهمال التطعيمات أو ترك حيواناتهم في الحدائق العامة أو الشوارع أو الاختلاط بكلاب أخرى.

وأن يحرصوا على استعمال المبيدات الحشرية في المناطق التي من الممكن أن يختبئ بها القراد والمحافظة على نظافة حيواناتهم الأليفة التي تربى في المنزل، وأيضا مراجعة الطبيب البيطري بشكل دوري.

وأحذر جميع المواطنين من لمس القراد من دون لبس قفازات، وأن يستخدموا دائما الملقط عند إزالته من على الجلد مع عدم هرشه حرصا على سلامتهم وسلامة الآخرين.



1,493 views0 comments
bottom of page